عرض وتنزيل كتاب: الجهود الأمريكية لتفكيك الدولة العراقية

كتاب : الجهود الأمريكية لتفكيك الدولة العراقية - صائب خليل

القارئ يحدد سعر الكتاب!

في هذه التجربة الرائدة لترك "القارئ يحدد سعر الكتاب" بنفسه، يمكنك عزيزي القارئ أن تقرر السعر الذي تراه مناسباً لكتاب صائب خليل: "الجهود الأمريكية لتفكيك الدولة العراقية"، قبل أو بعد تنزيله وقراءته، و إبتداءاً من الصفر (مجاناً)، أو أي من خيارات الأسعار أدناه، علماً أن 50% من المبلغ سيخصص لعوائل شهداء مجزرة "سبايكر" وسيستخدم الباقي لتغطية (جزء من) تكاليف الكتاب، وتمكين إستمرار الكاتب في الكتابة والنشر. 

يمكن الحصول على الكتاب الورقي بسعر رمزي من (بغداد) "مكتبة الأديب" في شارع المتنبي أو من مكتبة "الملّاك" في شارع المغرب (داخل قيصرية)، أو من خلال رقم تلفون (الأستاذ عدنان) 07707779922
لأغراض التوزيع يرجى الإتصال بمكتبة "الملّاك"...


يقع الكتاب في 382 صفحة ويمكن الإطلاع على عرض له في الأسفل.

لأختيار المبلغ والدفع يمكن استعمال قائمة الخيارات والزر ادناه ثم استعمال الرابط في الأسفل لتنزيل الكتاب

في حالة الرغبة بتأجيل قرار الدفع إلى بعد القراءة، أو الحصول على الكتاب مجاناً، يرجى تجاوز الزر وتنزيل الكتاب مباشرة 

وأخيراً نتمنى لك قراءة ممتعة ومفيدة..وأن نسمع رأيك بالكتاب وفكرة تحديد السعر من قبل القارئ..

صائب خليل

1-....

choose what you want to pay


 2-....

أنقر على هذا النص لتنزيل كتاب: الجهود الأمريكية لتفكيك الدولة العراقية

 

مطالعة كتابي - الجهود الأمريكية لتفكيك الدولة العراقية- الزمان

كتب الأستاذ حمدي العطار، الكاتب والإعلامي في صحيفة الزمان مطالعة مطولة لكتابي الأخير "الجهود الأمريكية لتفكيك الدولة العراقية"، استغرقت صفحة كاملة من الصحيفة، ننشر المطالعة هنا للإستفادة

..
مقال تحليل ونقد لكتاب ا لجهود الامريكية لتفكيك الدولة العراقية ،نشر اليوم الاثنين 20/10 في ص 14
الكاتب صائب خليل في تحليل للأوضاع الميدانية يدخل فيه العامل الاقتصادي
"الجهود الامريكية" تهدف الى تفكيك العراق وربط الذئب بجانب الخروف
بغداد – حمدي العطار
حينما يتم تحليل أسباب واهداف التدخل الامريكي كدولة عظمى في مناطق نفوذها الاستراتيجية لا نرى سوى المزيد من غياب الحرية والديمقراطية ونظام أقتصادي رأسمالي يحمي أصحاب رؤوس الاموال وشريحة أجتماعية لا تمثل 10% من شعوب تلك الدول،ونرى مشاكل مثل الفقر والبطالة والتضخم والتوتر الاجتماعي هي الظاهر التي يتركها الامريكان حينما يضعون حاكما او حزبا يدين بالولاء المطلق لهم ولمواقفهم ويؤيدهم سياسيا ودوليا في المحافل الدولية والمنظمات العالمية ،اما الانظمة السياسية في تلك الدول فهي همها الوحيد أرضاء سيدها في البيت الابيض حتى لو كان ذلك على حساب المصالح الوطنية لشعوبهم.
• أمريكا ليست منظمة أنسانية
يعيش العراق اليوم ظروفا صعبة للغاية ،فهناك محافظات تشكل 30% من الاراضي العراقية تحت سيطرة العصابات الارهابية (داعش) والتهديد مستمر والوضع الداخلي يحمل احتقانات طائفية وعرقية خطيرة! كل هذا حدث ويحدث ضمن مشروع دولي واقليمي الغرض منه (تقسيم العراق) وأضعافه ومصادرة دوره الاقتصادي والسياسي والثقل الوطني ضمن المنطقة، احزاب الاسلام السياسي لا يهمها مصير الوطن بقدر ما يهمها التنافس على مغانم السلطة والنفوذ لذلك هي تصر على عدم الاتفاق دائما ، فهناك خلاف على توزيع الحقائب الوزارية خاصة (الداخلية والدفاع) وهناك خلاف على أقرار الموازنة ومشاكل الاجتثاث والعفو العام والتوازنات في الاجهزة الامنية والفدرالية واللامركزية واعادة هيكلة القوات المسلحة ، هم حتى لم يتفقوا حول كيفية مواجهة (داعش) وتحرير المحافظات والمناطق التي يسيطر عليها وينهب ثرواتها النفطية ويفتك بأهاليها ! فهناك خلاف ايضا على حجم ونوع التدخل الامريكي ومعه التحالف الدولي الذي يضم 40 دولة !وكأننا في حرب عالمية ثالثة وليس لمطاردة مجموعة الاف من المجرمين! أن اي تدخل أجنبي جوي او بحري او بري هو يخرق السيادة الوطنية ! وقد حدث اليوم تدخل جوي ومن الجائز ان يتطور الى تدخل بري برغم من عدم موافقة بعض الاحزاب السياسية (الشيعية ) على مثل هذا التطور ودخول قوات الى الاراضي البرية لأن البعض من هؤلاء يعتقد بأن الخدمات التي تقدمها امريكا (أنسانية) أو هي مضطرة للقيام بها لأن الارهاب يهدد امنها وامن أصدقائها في المنطقة وحلفائها الاوربيين! بينما ترى الاحزاب الاسلامية (السنية) ضرورة ان يكون التدخل الامريكي لمصلحتها وتغيير الخارطة السياسية والمحاصصة الطائفية والعرقية التي ارسى دعائمها (بريمر) ولم يعد مقبولا تلك النسب المتوزعة على المكونات الرئيسة الثلاث (الشيعة، السنة، الكرد) هم لا يريدون أن تكون الضربات الجوية الامريكية ودول التحالف لصالح (الشيعة) لذلك يطالبون بتدخل بري لطرد داعش واحداث تغييرات سياسية لا تشبه ما تم الاتفاق عليه وما تمخض عن الانتخابات من حجوم للمكونات ! هذه هي الصورة القاتمة للوضع الحالي في العراق.
• الجهد الامريكي المشبوه بعد احتلال العراق
دفعني الى هذه المقدمة المؤلمة كتاب للمؤلف (صائب خليل) بعنوان "الجهود الأمريكية لتفكيك الدولة العراقية" - سجل لعقد من السعي لأختراق المؤسسات العراقية والسيطرة عليها - الصادر من "دار الغد" للنشر سنة 2014 وهو عبارة عن مجموعة من المقالات والدراسات الاقتصادية والسياسية التي نشرها الكاتب للفترة من 2007 لغاية 2012
اعجبتني جرأة الكاتب في طرح ما يؤمن به من دون لف ودوران فهو من الكتاب الذين لا يجامل او لا يقبل ان تفسر طروحاته تفسيرين(حمالة الاوجه) على عكس بعض الكتاب والمثقفين الذين تقرأ لهم ولا تستطيع ان تحدد لهم موقفا واضحا من الاحداث ، هو يؤمن بأن الكتابة ليست مهنة وموهبة فحسب بل هي موقف سياسي قوي ومنحاز وليس محايدا ،،ويستطيع القارئ من المقدمة ان يكشف بصمة الكاتب السياسية حين يقول (منذ البداية ،تميزت العلاقة الأميركية مع العراق بأتباعها لهدف مركزي للأجندة الاسرائيلية، يتمثل بمحاصرة خيارات شعبه وتحطيم أرادته،ومنعه من استخدام ثروته لبناء بلاده،فأضافة الى تأسيس الارهاب ودعم الفساد، قام الاحتلال بنصب سلسلة مدروسة بعناية من الالغام في الدستور وفي كل المؤسسات التي خلقها بغرض تأمين توجيهها بعد مغادرته،وشل البلاد عن أتخاذ اي قرار مستقل ولسنوات طويلة قادمة) الكاتب لا يطلق الاتهامات جزافا بل في فصول الكتاب الاربعة هناك عشرات الادلة التي يقدمها مدعومة بتصريحات وخطابات ووثائق تؤيد ما ذهب اليه في هذه المقدمة،ولو قرأنا هذه المقالات في حينها لتحفظنا على ما جاء فيها من معطيات وتوقعات ونعد كاتبها ضد العملية السياسية وكلامه من باب (حب واحجي واكره واحجي) ولكن بعد مرور الزمن وما آلت اليه الاحداث تعد هذه المقالات بمثابة جرس أنذار لحدوث الزلزال الاقتصادي والسياسي والانفلات الامني ولكن (اذا ناديت أسمعت حيا لكن لا حياة لمن تنادي)
*أهمية العامل الاقتصادي
يتهم الغرب الامبريالي سابقا المعسكر الشيوعي بأنه يركز على العامل الاقتصادي ويهمل العوامل الاجتماعية والسياسية والثقافية لأنه يعد العامل الاقتصادي هو المحرك الاساسي لباقي العوامل، - صائب خليل- وفي الفصل الاول من كتابه والذي يحمل عنوان (السيطرة على الاقتصاد) يتوصل عبر مجموعة من المقالات بأن امريكا بعد احتلال العراق اعتبرت من الاهمية ان تسيطر على اقتصاد العراق لأنه البوابة الوحيدة للسيطرة على الامور السياسية فيه ومن خلال ذلك تحقق مصالحها في المنطقة ،فتناقش مقالات الكاتب في هذا الفصل الممتع - الفعاليات الأمريكية للسيطرة على الاقتصاد العراقي والمؤسسات الاقتصادية العراقية – من خلال مجموعة من الادوات والمفردات مثل أرساء مبدأ (أقتصاد السوق) كبديل عن الاقتصاد الاشتراكي أو المختلط في العراق وانشاء (البنك التجاري العراقي) وتكبيل العراق بمعاهدة (العهد الدولي) ومن هذه المعطيات ينساب قلم الكاتب الخبير بالهم الاقتصادي ليدحض كل هذه الالاعيب والادوات ليوضح فشلها وعدم قدرتها على ارساء قاعدة اقتصادية متطورة توفر افضل الخدمات ويتم من خلالها اعادة الاعمار والتقدم الاقتصادي من خلال تراكم راس المال لا التفريط به وضياعه على العمولات ونهب الاموال عن طريق الصفقات المشبوهة وتفشي الفساد وحمايته من المحاسبة والعقاب،ويدخل في هذا الفصل تحليلا دقيقا لمساوئ (الخصخصة) للشركات الصناعية ،والاقبال على الاستثمار الاجنبي بصورة غير مدروسة تحافظ على نوعية الاستثمار وتعظيم الثروات ،ومن ثم هناك كلام خطير عن القطاع المصرفي وقطاع النفط والمزايدات السياسية ذات الطابع التجاري من خلال (قانون البنى التحتية)
• السيطرة على القرار السياسي
بعد ان مهد الاحتلال الارضية الاقتصادية المناسبة للسيطرة على الاقتصاد العراقي ومؤسساته الاقتصادية كان – من وجهة نظر الكاتب- لا بد من تهيئة الطبقة السياسية التي تضمن استمرار هذه الارضية الاقتصادية التي تخدم امريكا بالدرجة الاولى، وأمريكا هنا لا تخجل أن اتهمت بعدم العدالة وغياب الديمقراطية بل هي تبتسم لأنها تشتم!! في هذا الفصل يركز الكاتب على (الضغط السياسي) التي كانت تمارسه السفارة الامريكية في بغداد والابتزاز السياسي من خلال التهديد لتنفيذ اجندتها السياسية التي تحقق لها مصالحها ،فهناك مقالات عن التدخل الامريكي لتزوير الانتخابات وتعيين الحكومة ،وكيفية اتخاذ القرارات الحكومية تحت الاحتلال، وهناك مقال عن (ساسة العراق والتملق للمحتل) فيؤكد الكاتب في هذا الفصل على (أن الضغوط والاغراءات كانت فوق القدرات الأخلاقية لمعظم الساسة العراقيين،وتم تهميش من كان كذلك،وأبعاده عن مركز التأثير كما فعلوا مع الجعفري عام 2006) ويستشهد الكاتب بالقصة التي رواها (حسن العلوي) حول تجمع عدد من الساسة العراقيين في باب مكتب بريمر رغم الحر الشديد فقط من اجل تحيته وهو يخرج! ويصل الكاتب الى وصف النفاق السياسي بهذا الوصف قائلا:- "فقد كان واضحا للساسة العراقيين ان بيع الكرامة من أولى شروط الصعود الى المناصب العالية تحت الاحتلال ،وكانت المنافسة على ذلك شديدة،فلا مفر من تدني سعر تلك السلعة الى ادنى حد يمكن تخيله"
*الذئب والخروف
في حكاية شعبية قال الذئب للخروف :- لماذا ترفض استقبالي كصديق وضيف؟ أجابه الخروف :- لأن الصداقة معك تعني نهاية حياتي! في الفصل الثالث يطرح الكاتب أشكالية "الذئب بجلد الخروف" ومعنى جديد للصداقة ، الذي يطلق عليه - بالوهم – وتفنيد ادعاءاتها وكشف اكاذيب "المصالح المشتركة" ومن وجهة نظر اوباما فأن الصداقة تعني ما صرح به في المؤتمر المشترك مع المالكي حين قال "سوف نجعل الظروف انسب للشركات للتصدير" هذا هو الهدف الاسمى للرأسمالية ونتيجة الصداقة معهم ويتطرق الكاتب الى خطورة (مركز النهرين لتخريج العملاء) الذي افتتح في سنة 2012 في بغداد والمركز يكلف 15 مليون دولار ممولة من قبل السفارة الاميركية ويهدف الى "وضع منهاج للتطوير المهني والدراسات الاستراتيجية لكبار المسؤولين في العراق في مختلف العلوم ،ويشير المؤلف الى مقاله الساخر "السفارة كتعبير عن الصداقة " الذي ينبه الى ان شكل وحجم ومحتوى السفارة الأمريكية لأجندتها في العراق وما تتوقعه من موقف الشعب العراقي منها ،ويستشهد بما قاله المتحدث بأسم البيت الابيض لتبرير حجم السفارة بالقول:- "انه دلالة على طبيعة العمل الذي يواجه الولايات المتحدة هنا"!! وفي هذا الفصل هناك مواضيع تتناول" مؤتمر واشنطن والدولة التي نريد" ويفند المؤلف طروحات اوباما لصيغة الدولة العراقية وينتقد المالكي لموافقته على اعطاء كل شيء مقابل اخلاء قواعدهم ويقول في ختام المقال (اننا لا نريد دولة مثل هذه! نريد دولة حقيقية تعتني بشعبها ومستقبله ولا تتصرف بصبيانية وكأنها في مسابقة جينيس للأرقام القياسية،نريد دولة لا تشتري الطائرات الحربية كلما بقي لها بعض المال الذي يمكن به ان تؤسس شيئا لأجيالها،دولة لا تحتاج لأخذ اذن من بنك اجنبي لشراء من اية دولة تريد،ولا تقدم معلومات مواطنيها لدول اجنبية... ولا تتحجج بالقاعدة والخرافات من اجل ذلك، نريد دولة يمكن ان يفتخر بها مواطنها لأهتمامها بمصالحه المباشرة وليس تكنولوجيا الناتو للتجسس)
• أمريكا والبعث والسلطة
حينما تصر امريكا احيانا على المصالحة مع البعث الصدامي وأشراكهم بالسلطة يستغرب البعض من هذا الموقف المتناقض مع هدف امريكا المعلن بأنهاء حكم البعث في العراق اولا ومن ثم في سوريا ثانيا!يركز الكاتب في الفصل الرابع والاخير على المساعي الأمريكية لأعادة بقايا البعث الصدامي الى السلطة،ومن خلال مقارنات تاريخية يوضح الخطة الامريكية في اعادة السلطة الى الحكومات الدكتاتورية التي ادعت انها حررت البلاد منها، في دول امريكا الجنوبية والوسطى، ويعطي امثلة عن (مناغو) ونيكاراغو ،وفي مقالات تتناول خطة امريكا لأعادة البعث يتحدث الكاتب عن قصة مدينتين والحرس القومي سوابق امريكية في اعادة الجلادين الى السلطة ،،يوضح المؤلف بالادلة دعم امريكا للارهاب في العراق وبعد سرد مجموعة من مواقف السياسيين المدافعين عن البعث يتساءل المؤلف (كيف ترى ستسير الامور في العراق؟ هل سيستلم البعث السلطة في الانتخابات القادمة ام بسيطرته على الأمن ام شيء آخر )
*عناوين واراء غاضبة
في الكتاب الكثير من الاراء والعناوين الحدية القاطعة ومثلما نشيد بشجاعة المؤلف فأننا نتحفظ على بعض طروحاته التي تذهب الى مصادرة اية ايجابية قد حدثت في مسيرة العملية السياسية برغم من رضى الشعب على الطبقة السياسية المتصدية للسلطة في العراق! ولكن مع هذا فأن الكاتب قد طرح اراءه بصراحة يحسد عليها ويشيد بأرائه د.سيار الجميل قائلا "صائب خليل قلم عراقي جرئ ومتابع نشيط جدا للقضايا العراقية الساخنة...أنه محلل ومدقق ماهر في أي قضية يتناولها ويعالجها" وهناك شهادة اخرى للشاعر (يحيى السماوي) بحق صائب خليل المؤلف فيقول "الكتابة عند صائب هي رحلة البحث عن الحقيقة والذود عنها وازالة الضباب عن المرايا من خلال اضاءة ما هو معتم في حياة الانسان العراقي
"

عرض كتابي: "الجهود الأمريكية لتفكيك الدولة العراقية"

صائب خليل
30 أيلول 2014


كتب أحد القراء معلقاً على مقالة لي : "لقد درس الغرب منذ أيام المستشرقين مفاصل و"صامولات" هيكل هذا المجتمع وصنعوا المفكات بالشكل والحجم المناسب لتفكيكه". ولقد برهنت الأحداث المتتالية دقة هذه المقولة والنجاح الساحق الذي حققه "الغرب" بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل، في تحطيم هذه البلاد وتمزيق شعبها.

لاشك أن عملية تفكيك وتحطيم سيادة الشعب العراقي على وطنه لم تبدأ بالإحتلال الأمريكي، فسيادة الشعب على بلاده لا تسلب بواسطة الإحتلال فقط، بل أيضاً بواسطة الدكتاتوريات الداخلية ايضاً. لذلك فأن تلك العملية كانت في صميم نشوء الدولة العراقية، ثم تدرجت ونمت مع نمو الدكتاتورية التي وصلت أوجّها في عهد صدام حسين، والتي حظيت غالباً بالدعم الأمريكي، مثلما حظيت به معظم دكتاتوريات العالم الثالث لما بعد الحرب العالمية الثانية، بل أن معظمها كان قد تم إنشاؤه (أو إعادته حين يسقط) من قبل الولايات المتحدة. وهكذا تتعاون الدكتاتورية والإحتلال على سلب الشعب سيادته على وطنه. وإن كان هذا قد حدث بشكل أكثر وضوحاً في بلدان أخرى مثل شيلي وإيران مثلاً حين تعاون الأمريكان مع كل من دكتاتوريتي بينوشيت والشاه لإسقاط سيادة الشعب الشيلي والإيراني على بلاديهما، فإن ما حدث ويحدث في العراق، وإن كان لا يختلف في الخطوط العامة عن أية حالة مماثلة، إلا أن تفاصيلها المعقدة والمصممة للتشويش على تلك الخطوط العامة تؤخر الإدراك الشعبي لما يحدث، ومن هنا جاءت أهمية الكتابة العلمية المتابعة في هذا الجزء من تاريخ هذا البلد، والتي اعتبر هذا الكتاب جزءاً منها، والتي تشكف للشعب العراقي والشعوب التي قد تستفيد منها، الكثير من الدروس الهامة.

رغم أنه لم ينعم بالسلام يوماً، إلا أن العراق يمر اليوم بمنعطف خطير ليس على مستقبله فقط، بل على وجوده أساساً. فقد تم احتلال البلد من قبل جهة تتبنى أيديولوجية ذات طبيعة توسعية عدوانية شرسة ترى أن كل شيء في العالم ملك لها، وفوق ذلك فهي تلتزم منذ الخميسنات بتبني الإيديولوجية الصهيونية فيما يتعلق بالدول العربية والإسلامية عموماً بما يحمله ذلك من إرادة قصدية تحطيمية لجميع تلك الدول.

يتكون هذا الكتاب من مجموعات من المقالات جمعت في فصول حول مواضيع مختلفة لأشكال عمليات تفكيك وتحطيم الدولة العراقية ووضع العراقيل الضامنة بأن لا تتمكن هذه الدولة من أن تنفلت من براثن التخريب مستقبلاً. وقد كتبت ونشرت ونوقشت هذه المقالات أثناء الحدث وهو مازال ساخناً، وهو ما يعطيها قيمة أرشيفية مهمةً لما فيها من تفاصيل حية وتحاليل كتبت ضمن "السياق" التاريخي للأحداث والواقع الذي حدثت فيه، مما يتيح إعطاء صورة أدق لتلك الأحداث ضمن المحتوى الزمكاني الصحيح لها، ويجنبها إلى حد بعيد خطأ الإجتزاء المفتعل للأحداث، الذي يميز بعض التحليلات التاريخية التي تكتب بعد فترة طويلة من الحدث. ولتجنب التشتيت الذي قد يعاني منه الكتاب فقد تم تصنيف ووضعها في فصول مناسبة مع مقدمة تلملم الخطوط العامة لموضوع الفصل وتهيء القارئ لقراءة التفاصيل التي احتوتها مقالاته. كذلك فقد تمت مراجعة المقالات وتحديث نصوص المقالات بحيث لا تؤثر على روحها الآنية، وبالحد الأدنى اللازم لوضوح المعنى لقارئ يطلع عليها بعد زمن يصل احياناً إلى ما يقارب العقد ليخرج القارئ برؤية أوضح للصورة العامة لما جرى في العراق والدور الأمريكي فيه.

وقد تمكن الإحتلال الأمريكي من تحقيق الكثير من أهداف إسرائيل في العراق، والتي يبدو أنه تبناها بشكل كامل، مستغلاً تعطش الشعب إلى الحرية من دكتاتورية صدام حسين إلى درجة أن العراقيين كانوا يرفضون رؤية علامات الخطر رغم وضوحها وتزايدها مع السنين. كذلك عجز الغالبية الساحقة من مثقفي الشعب العراقي عن بذل الجهد اللازم لغلق تلك الثغرة من خلال المتابعة الموضوعية الجريئة للأحداث وقراءة التاريخ اللازم لربطها مع بعض وتكوين فهم صحيح لما يجري وتأسيس رد فعل سريع ومناسب عليه، والتصدي للمؤامرات التي لا تحصى التي حيكت لتحطيم بلادهم. ولم يقتصر هذا الخلل على الأفراد، بل أن جميع الأحزاب الوطنية العراقية بدت ضائعة متخبطة وغارقة بدرجة أو بأخرى، أما بأنانيتها أو في الأوهام التي بثها الإعلام "العراقي" الذي أسسته أميركا وسيطرت عليه مؤسساتها بالكامل.

لقد تم إكمال الكتاب والعراق يمر بلحظة تاريخية ويناقش بعد اختراق قوات "داعش" للموصل واحتلالها له إثر خيانة عسكرية كبرى لقواد القوات المرابطة فيه، قرار انقسامه إلى ثلاثة اقسام كما أرادت إسرائيل وعبر عنه مشروع الصهيوني الأمريكي بايدن، ودخوله دهاليز مظلمة قد لا يخرج منها أبداً. وقد صار من الواضح للجميع الآن المعنى الذي كان رجل الأمن الإسرائيلي المخضرم آفي دختر يقصده في إشارته إلى أن إسرائيل حققت في العراق أكثر مما كانت تحلم به.

وطبيعي أن أي كتاب لن يتمكن من تغطية جميع المحاور التي تم تفكيك المؤسسات العراقية فيها، فاكتفينا بتغطية محاور محددة هي: السياسة والإقتصاد والإنتخابات والسعي لإعادة بقايا النظام السابق، وتركنا الكثير من المحاور الأخرى مثل الإعلام والإرهاب والطائفية بأمل تناولها في كتب أخرى مستقبلاً، رغم أنها جميعاً ترتبط بشكل حيوي في عملية التحطيم تلك.

لقد ركزت في الفصل الأول على الفعاليات الأمريكية للسيطرة على الإقتصاد العراقي والمؤسسات الإقتصادية العراقية. وكانت بعض تلك الفعاليات والأدوات مكشوفة وعلنية مثل بعض النصوص الدستورية المصممة خصيصاً لهذا الغرض، وأخرى خفية او شبه خفية، تكشفت للعراقيين تدريجياً ومن خلال الصدف وحدها. كذلك تم تكبيل العراق من خلال معاهدات متعددة مثل "العهد الدولي"، ومعاهدات الصداقة والتي تضمن وضع العراقيل والصعوبات أمام أية محاولة للتفكير بتحرير اقتصاده من الهيمنة الرأسمالية العالمية، وتركه ضحية مباشرة لألاعيب المصارف العالمية وأزماتها.

وفي الفصل الثاني الذي يركز على الضغط الأمريكي على الساسة والمؤسسات السياسية للسيطرة عليهما، فنكتشف بوضوح أن كل الإدعاءات التي يسوقها دعاة الإحتلال الأمريكي وصداقته عن "الديمقراطية" ليست سوى أوهام ضرورية لتمرير سيطرة تامة على القرار السياسي العراقي من الخارج، وأن تزوير إرادة الشعب والسعي الحثيث لفرض عملاء أميركا والساقطين الآخرين المرشحين لعمالتها على قمة المؤسسات السياسية ، أمر لا يقبل الشك. لقد بلغ الأمر أن يتحدث قادة الولايات المتحدة عمن يفضلون وفي أي منصب يفضلونه لحكم العراق، وبصراحة يكشفها أحد الكتب الأمريكية ("نهاية اللعبة: الصراع من أجل العراق، من جورج بوش إلى أوباما") والذي لا يبقي فرصة لأية أوهام عن الديمقراطية الأمريكية.

ونظراً لطول الفصل الثاني، فقد تم تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء، يركز الجزء الأول على السعي الأمريكي لتزوير الإنتخابات بشكل مباشر من خلال السيطرة على منظومة اتصالات المفوضية العليا للإنتخابات، من قبل شركة "ناشطة" المرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق المرتبطة بشكل عضوي بالموساد والسي آي أي. وكذلك كشف حقيقة أن برامج الحاسبة التي تقرر عدد الأصوات النهائي، مجهولة المصدر! وهو لا يعني في مثل هذه الحالات إلا أنها في يد تلك الجهات المشبوهة ذاتها. وهذا بحد ذاته يفند أية ادعاءات بإمكان إجراء إنتخابات ديمقراطية والوصول إلى نتائج حقيقية ولو بالحد الأدنى. ولقد كشفنا في هذا الكتاب تفاصيل كثيرة جداً حول هذا الموضوع، حيث كان كاتب السطور، الصوت الوحيد في حينها الذي تابع تلك الثغرات الهائلة في منظومة الإنتخابات وحذّر منها كثيراً ونبه البعض إلى ما يجري من تحتهم من "مياه" آسنة، بينما كان الإعلام في العراق وخارجه يشيد بالإنتخابات ويدعو إلى احترام نتائجها وينقل الآراء الغريبة للمحتال الذي وضعوه على رأس تلك المؤسسة الخطيرة، فرج الحيدري، الذي كان يرتجف من مجرد ذكر المطالبة بإعادة عد الأصوات.

وجدير بالذكر أن كاتب هذه السطور قد نشر مؤخراً مقالة حول اعترافات قضائية بعملية تزوير الإنتخابات الأمريكية ببرمجتها لقلب الأرقام بتكليف من قبل مسؤولين كبار في الحزب الجمهوري. وتشير الدلائل الكثيرة إلى أن تلك الأدوات قد استعملت لحرف الأصوات وتأمين فوز جورج بوش في المرتين التين خاض فيهما الإنتخابات.

وفي الجزء الثاني من الفصل الثاني تم بحث موضوع "الضغط على الساسة" والذي كان ينفذ بشكل مباشر وشخصي من قبل السفارة الأمريكية في بغداد، وتبين الأمثلة في الفصل، كيفية قيام الأخيرة بالإتصال مباشرة بكل من يقف بوجه إرادتها في مجلس الوزراء أو غيره، في عملية ابتزاز وتهديد مكشوفة هدفها الضغط على القادة العراقيين ودفعهم إلى تجاوز مصالح البلد وتجاوز البرلمان والدستور من أجل تنفيذ أجندة الإحتلال الامريكي ومصالحه.

وفي الجزء الثالث والأخير من هذا الفصل (ساسة العراق والتملق للمحتل) نسلط الضوء على تأثير الضغوط التي شرحناها، على بعض الساسة العراقيين ومظاهر خضوعهم لإملاءات الأمريكان بالضغط وأحياناً لمجرد وعود أمريكية بدعم ترشيحهم لمناصب قيادية، وجميع تلك الأحداث موثقة بالأسماء والتواريخ وروابط مواقع الإنترنت التي نشرتها.

وخصص الفصل الثالث لكشف وهم "الصداقة" الذي جرى تسويقه من قبل الإعلام الأميركي في العراق ومن تمكن من شرائهم من الإعلاميين العراقيين. وقد تم تفنيد ادعاءات هؤلاء وكشف أكاذيب "المصالح المشتركة" التي تحدث عنها أوباما والمالكي في "مؤتمر واشنطن".

وركز الفصل الرابع والأخير بكليته لفضح المساعي الأميركية لإعادة بقايا البعث الصدامي إلى السلطة، لكثرة التفاصيل الخطيرة التي أحاطت بذلك الموضوع، وهو ما يفند حجج دعاة أميركا والقائلة بأن لها الفضل في تحرير العراق من هؤلاء وأن هذا كان هدفها الذي يجب أن نشكرها عليه. حيث تبين مقالات هذا الفصل أيضاً بوضوح ومن خلال المقارنة التاريخية أن الخطة الأمريكية في إعادة السلطة إلى الحكومات الدكتاتورية التي ادعت أنها حررت البلاد منها، خطة قديمة واستراتيجية ثابتة طالما اتبعتها في مستعمراتها الأخرى في أميركا الجنوبية والوسطى، وتاريخها الدموي الإرهابي.

يمكننا في النهاية أن نرى اليوم، أن الأحداث التي مرت منذ كتابة المقالات الأولى، أكدت صحة الغالبية الساحقة مما جاء فيها من توقعات استندت إلى التحليلات والحقائق في حينها، وهو ما يدعم صحة تلك التحليلات وبأهمية الحقائق التي اختيرت من بين أكوام الأحداث، واعتبارها العلامات الحاملة لأهم الدلالات على ما يحمله الحاضر من أحداث المستقبل، وهو ما يعطي الكتاب أهمية أخرى إضافة إلى الهدف الأرشيفي الأساسي منه، تتمثل في الفائدة المرجوة منه لاستشفاف أحداث المستقبل القريب، والشديد الخطورة. يبلغ عدد صفحات الكتاب 382 صفحة، وأضيف في نهايته فهرس موسع بالكلمات والمصطلحات الواردة فيه، خدمة للباحثين والكتاب، ورغبة في تشجيع إدخال مثل هذا التقليد المفيد في الكتاب العربي.


صائب خليل

للحصول على الكتاب بشكله الإلكتروني يمكنكم تنزيله مجاناً من البلوك الخاص بي،(http://saieb.blogspot.nl) كما يمكن اختيار دفع أي مبلغ ترونه مناسباً له لدعم جهود النشر، ودعماً لعوائل شهداء مجزرة "سبايكر" (50%)

يمكن الحصول على الكتاب الورقي بسعر رمزي من مكتبة الاديب في شارع المتنبي، أو من مكتبة الملّاك في شارع المغرب ( داخل قيصرية ) ، أو من خلال رقم تلفون (الأستاذ عدنان) 07707779922.  لأغراض التوزيع، الرجاء الإتصال بمكتبة الملّاك.

هناك 3 تعليقات: